edf40wrjww2News:news_body fiogf49gjkf0d شاءت الأقدار أن يكون حكامنا متسلطون وعلى مدى ستون عاماً – هكذا قيل لنا – فجيلنا إما كانوا أطفالاً وصبية فى عصر عبد الناصر ، أو كانوا صبية وشباباً أيام السادات ، ومنهم من كان شاباً أو رجلاً فى عهد مبارك.
فإذا تذكرنا حكام اليوم فى العصر الناصرى نجدهم بدءوا هذا العصر بتحالف معين مع عبد الناصر ثم ما لبثوا أن انقلبوا عليه بسبب رفضه الموافقة على بعض طلباتهم بشأن تعيين أسماء معينة بالحكومة ، فبدأوا صدامهم معه ومع النظام مما أدى الى حملات الإعتقالات التى وجهها نظام عبد الناصر ضدهم.
وبوفاة عبد الناصر وتولى السادات حكم البلاد قام بإخراجهم من المعتقلات إعتقاداً منه أن إنتمائه السابق لهم – الإخوان المسلمين - أثناء ثورة 1952 – سيقوى من شعبيته ، ولكنهم ما لبثوا وكعادتهم أن انقلبوا عليه بحجة الرأسمالية تارة ثم بحجة معاهدة السلام مع إسرائيل تارةً أخرى ففتحت لهم أبواب المعتقلات من جديد ، وباغتيال السادات فى حادث المنصة الشهير الذى قتل بحثاً حول أسبابه ونواتجه ومدبريه ومموليه ومنفذيه.
وتولى حسنى مبارك حكم البلاد وانتهج نهج سلفه وأخرجهم من المعتقلات ولكنه ضيق عليهم الخناق فلم يسمح لهم بممارسة السياسه ، وزاد التوتر حدةً بينه وبينهم بعد محاولة إغتياله الفاشلة فى أديس أبابا ، فكانت المحاكمات العسكرية والإعتقالات التى قرأنا عنها وعن تفاصيلها على صفحات الجرائد ثم كانت الصفقة السياسية بين الإخوان المسلمين وجهاز أمن الدولة فى الإنتخابات البرلمانية عام 2005 ظناً من النظام أن تلك الصفقة ستخفف من الإحتقان القائم ويقيناً منه أنهم لن يحصلوا على عدد من مقاعد مجلس الشعب يمثل ثقلاً سياسياً ، ولكنهم حصلوا على 88 مقعداً بالبرلمان مما أدى الى مزيداً من القلق للنظام الحاكم – نظام مبارك – والذى أدى الى لعبة التزوير المفضوحة للحزب الوطنى الديموقراطى المنحل فى الإنتخابات البرلمانية عام 2010 والتى كانت المسمار الأخير فى نعش النظام.
وبقيام ثورة الخامس والعشرين من يناير عام ألفان وإحدى عشر جاءت الفرصة الأولى للشعب كى يختار حكامه ، وبطريقة أو بأخرى كانت الغلبة للأخوان المسلمين وأتباعهم من نظام الإسلام السياسى ، ذلك الفصيل الذى استبعد من الحياة السياسية وعلى مدار ستة عقود هى عمر ثورة 23 يوليو سنة 1952 ، وقد كان مستبعد أيضاً فى عهد الملك فؤاد الأول ثم فى عهد الملك فاروق الأول.
فهل كل هؤلاء الزعماء ملوكاً ورؤساء جاءوا فقط ليعتقلوا الإخوان المسلمين ويستبعدوهم من ممارسة السياسة أم أن الإخوان المسلمين لا يصلحوا للممارسة السياسية؟
سؤال طرحته سنة كاملة من الحكم الإخوانى لجمهورية مصر العربية.
فهل أصلحوا فينا ما أفسده المتسلطون فيهم ............ لا
هل كان حكمهم مشاركةً لا مغالبة كما وعدونا .......... لا
هل وهل وهل وما زالت الإجابة الصحيحة هى .......... لا
فكانت حركة تمرد
فأفيقوا أيها المصريون من غفلتكم هذه فلن يصلح هذا النظام أبداً مهما كانت وعوده فلطالما نقضوا وعودهم وخالفوا عهودهم وانقلبوا على حلفاءهم والتاريخ مسجل لمن يريد الإطلاع ، وأيضاً لن تصلح الأنظمة المشابهة أو المستنسخة منهم سواء كانوا أفراداً انشقوا عنهم أو جماعات موالية لهم خرجت من عباءتهم.
وأيضاً لن يصلح من سموا أنفسهم بجبهة كذا أو حزب كذا أو ائتلاف كذا وكذا فلكل منهم أجندته ومشروعه فلم نر مشروعاً وطنياً خالصاً لله ولا للوطن ، فحركة تمرد قامت على هذا الفصيل الذى يريد الإستحواذ على كل شئ دون أن تكون له رؤية أو خطة لأى شئ.
فاحذروا من الآتى بعد التمرد لأن البديل إذا كان من هؤلاء الذين هم على الساحة وتحت الأضواء حالياً فستكون العواقب أسوأ.
|