edf40wrjww2News:news_body fiogf49gjkf0d
قد يرى البعض ان هذا الرأي مبالغ فيه لكن بالرجوع الى اداء الاعلام المصري خلال الاشهر الماضية التي اعتلى فيها مرسي حكم مصر لن يصعب علينا ان نجزم ان من اسقط مرسي هو الاعلام بقسميه المؤيد و المعارض.
اذا تطرقنا اولا للإعلام المؤيد فلا يخفى على احد ان القنوات الاخوانية او التى اتسم خطها بمساندة حكم الرئيس محمد مرسي وخاصة الدينيه منها,وفي محاولتها لتلميع صورة الحاكم و درء "حملات التشويه" التي حسب رأي اعلامييها يقودها "اعلام الفلول" كما يطلقون عليه , قد لعبت دورا عكسيا لتؤثر سلبا على ملايين المشاهدين.
جاء الخطاب في معظم هذه القنوات عنيفا , تحريضيا , عدائيا : راينا شيوخا تخوض في اعراض النساء من فنانات و صحافيات وسمعنا تكفيرا لهذا السياسي او ذلك الصحافي و راينا فتاوى تبيح دم فلان و تشرع للعنف لسبب او لأخر ليتحول الخطاب الديني من خطاب وع رصين الى خطاب سياسي متخبط يلبس عباءة الدين.
بدا اذا الخطاب الاعلامي لجزء كبير من الاعلام المؤيد خطابا شعبويا مثيرا للسخرية في اغلب الاحيان مما ساهم في زيادة عدد المناهضين للاسلام السياسي ورسخ فكرة ان الدين و السياسة لا يجب ان يجتمعا و ان الدين بالنسبة للجماعة لا يعدو ان يكون غطاءا للوصول الى الحكم. و بذلك يكون اعلام الاخوان قد اضر بهم قبل ان ينفعهم و زاد في تاليب معارضيهم عليهم و حتى بعض من كان من مؤيديهم.
في الشق الاخر كان الاعلام المعارض او الاعلام "الليبرالي" يضع مرسي تحت المجهر لتمتلئ بلاتوهات القنوات المصرية على كثرتها الخاصة منها و الحكومية كل ليلة بقائمة الاخفاقات و الثغرات و الاخطاء حقيقية كانت و حتى الوهمية منها, فبين اعلامي يسخر و اخر يشتم و ثالث يلفق وواقع مرير كان المواطن يقبل على هذه الوجبات الاعلامية الدسمة المتشنجة فيزداد سخطه و حنقه و غضبه. بذلك لم يكن صعبا على حركة تمرد جمع كل تلك الامضاءات و لم تكن تحتاج الى جهد كبير لحشد المتظاهرين الذين وقع حشدهم ذهنيا منذ اشهر, حيث انيطت هذه المهمة بعهدة الاعلام منذ وقع انتخاب مرسي رئيسا لمصر.
بين اعلام مؤيد فاشل و اعلام معارض شرس يمكن القول ان مرسي عزل اعلاميا قبل ان يعزل عسكريا وقد نذهب ابعد من ذلك لنسال هل المؤسسة العسكرية هي من عزلت مرسي اولا ام المؤسسة الاعلامية ؟؟ فان سلمنا ان عزل مرسي اعلاميا قد سبق عزله عسكريا فاننا نتساءل عن دور الاعلام هنا في تغيير الخارطة السياسية , ألا يمكن القول اذا ان الصحافة و الاعلام في ظل ما يشهده العالم العربي من تحولات قد تحولتا من سلطة رابعة الى سلطة اولى تلمع و تشيطن تحشد وتعزل ؟
و تباعا لذلك آلا يمكن القول ان الحكومات التي اتى بها الربيع العربي قد خسرت الرهان عندما جعلت من الاعلام و الاعلاميين تعلة لتبرير اخفاقاتها في كل مرة ؟ اذ لم تتوانى هذه الحكومات و مرسي مثالا على التذمر من الاعلام و مهاجمته و توجيه الاتهامات للإعلاميين بالتحيز و عدم النزاهة في كل مناسبة ؟؟؟
ماذا لو سعت حكومة مرسي في مصر او حكومة النهضة في تونس لكسب ود اهل الصحافة و الاعلام و النسج على منوال الانظمة السابقة التي طوعت الاعلام و الاعلاميين لخدمة انظمتها ؟ هل كان سيعزل مرسي و هل كنا راينا كل تلك الجماهير الزاحفة على ميدان التحرير و الاتحادية و الاسكندرية و باقي المحافطات ؟ ام ان الاعلام الذي خدم الدكتاتورية لسنوات قد اعلن توبته ليصبح اعلاما وطنيا يعبر عن معانات الشعب ولا يرضخ لسلطة الحاكم ؟ هل اصبح هذا الاعلام فعلا اعلام الحقيقة ام نصفها ؟
للاجابة على كل هذه التساؤلات تكفينا متابعة بسيطة لاداء الاعلام المصري خلال الاحداث الاخيرة في مصر, لكن يبقى السؤال الاساسي بعد ما حدث في مصر هل يستقيم بعد الان القول بان الاعلام سلطة رابعة ام انه السلطة الاولى و سلطة السلطة.؟؟
|