خمر الظلم بقلم حازم مهنى |
16-05-2019 05:07 AM - عدد القراءات : 2336 كتب الكاتب الصحفى حازم مهنى hazem.mehanny@hotmail.com خمر الظلم بقلم حازم مهنى
"لأَنَّهُمْ يَطْعَمُونَ خُبْزَ الشَّرِّ ، وَيَشْرَبُونَ خَمْرَ الظُّلْمِ." ،الظالم سكران ( بكلّ ما تعنيه ) ،فهو يظلم و يتمادى في ظلمه ،و يستسيغه ،ثم يتلذذ به ثم يسكر ، أي يغيب وعيه ( في أفعال ظلمه فقط) ،رغم قمّة وعيه ،بل يستخدم ذكاءه ،و شره في تنفيذ ظلمه
|
|
خمر الظلم بقلم الصحفى حازم مهنى
"لأَنَّهُمْ يَطْعَمُونَ خُبْزَ الشَّرِّ ، وَيَشْرَبُونَ خَمْرَ الظُّلْمِ." (أم 4: 17) سفر الأمثال .
اخترت هذا العنوان من كتاب الأمثال العهد القديم ،لأنه برأيي : الظالم سكران ( بكلّ ما تعنيه ) .
فهو يظلم و يتمادى في ظلمه ،و يستسيغه ،ثم يتلذذ به ثم يسكر ، أي يغيب وعيه ( في أفعال ظلمه فقط) ،رغم قمّة وعيه ،بل يستخدم ذكاءه ،و شره في تنفيذ ظلمه ،لأن الخمر تحجب العقل ،و تلذّ النفس و الجسد ، للخمر لذّة ،و نشوة ،ثم سكرة ،توهة ،ضلالات ،عمي قلب ،يؤدى لإنسداد العقل ،و الأفق ،و يبعث كراهية ، و ضغينة ،و كل أمراض النفس البشرية ،فلا يرى إطلاقاً أنه يضر ،و يؤذي ،و يظلم ،لأنه سكران ظلماً ،أمّا خبز الشرّ فحدّث و لا حرج ،أدناه أكل الحرام ،و يكفى أنه نسى أنّ للكون إله واحد خالق عدل منتقم جبّار ،حرّم الظلم.
فمن يظلم يقدم على كلّ الموبقات ،و يفعل الشرور ،و من أشدّ الحرام الظلم ،و لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم ،الظلم ظلمات يوم القيامة ،و فى الحديث القدسى : دعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ،و يقول لها و عزّتى ،و جلالى لأنصرنّك و لو بعد حين .
** نشر صديقى رأياً إداريّاً خلاصته ، ( لا تعطى حتى تأخذ مستشهداً بقصة الفارس عنترة بن شداد ،ظلّ مقداماً ،متفانياً ،مخلصاً لقومه ،لكنّهم لم يعترفوا به ،و لم يقدّروا إخلاصه يوماً ،حتى تخلّى عنهم وقت حاجتهم له ،فخضعوا له ) .
* اسمح لي أن أقول :إداريّاً لا يوجد حرف أزايد به على الموضوع ،ولا يوجد حلّ آخر ،للأسف ،و بكلّ أسف.
لكن روحانيّاً ،و إنسانياً بمدرسة السلوك الإنساني في الإدارة أقول لك :
هناك بشر مختلفين ،إلى حدّ رومانسية المدينة الفاضلة ،نعم موجودين ،و إن تجاهلهم أصحاب القرار ،لكنّ آثار أعمالهم ستظل محفورة ،و بصمات جهودهم ،موجودة ، و إن رحلوا ،
مبدأهم راقى (لكنّه غريب على من تجاهلوهم عامدين) و هو: لنعمل ،و نجتهد ،و نبدع دون توقّف ،مهما واجهنا صعوبات و تحدّيات ،و معوّقات ،لا نلتفت إليها و لن تؤثر في إخلاصنا ،و حماسنا و حبّنا لعملنا ،و تفانيك فيه ،و نبذل أقصى طاقة متجدّدة دائماً ،و ليكن هدفك " سامياً " فوق السحاب ،و كلّ تختلف أهدافه ، لكنها جميعاً تؤدي لطريق واحد ،( عندك يا رب ) ،هكذا مبدأهم attitude ؟، و توجّهاتهم كما يسميها علماء الإدارة ،و الموارد البشريّة (رومانسيّة إداريّة ،و هو رأى ،و تهمة بنفس الوقت : د.م/محمد مكادى ، م/هانى خليل ، م/عبير عبدالنبى ، م/دعاء محمود ، أ.مازن العنانى ، م /أحمد صلاح ، م/هانى مهدى ، م/ مجدى حسين ، أ / طلعت عبد الظاهر ، أ / حاتم البغدادى ، أ/ أحمد عافية ، من إتجاه الإدارة الحديثة ).
أسوق لحضراتكم قصة واحدة من مجموعة رسائل :(قصة حياة موظف إتصالات) لقارئى العزيز ،اعتقده نموذج مشهد إدارى واقعى من لهؤلاء الرّومانسيين الإداريين ،و لكم الرأى ،
*** يقول : فى تاريخ أغسطس 2008 ،إعادة افتتاح مركز مبيعات كبير لإكبر شركة إتصالات بالشرق الأوسط ،و كان تطوير رائع ،و مشرّف ،و تم اتخاذ قرار تنفيذ أول شاشة إليكترونية لخدمة عملاء مكتب خدمة " المواطنين " ،فرحت جدّاً ،بكل ما تعني معاني الفرحة ، لأسباب ،أهمّها إن ذلك سيسعد العميل ،و يحسّن الخدمة إليكترونيّاً ،مما يعدّ نقلة نوعية بل (حضارية) لراحة العميل ،و تلبية احتياجاته ،و تنظيم العمل ،و سرعته ، إنها فرحة غير عاديّة ،هل هذه رومانسية ؟ ( أنا فرّقت أرغفة عيش و لحمة ) ،نعم ؟ ( كأنّها شركة أبيه ؟ رحمة الله) ،هو الذى غرس فيه الإخلاص ،وحبّ الخير ،والناس ،والعمل ،لدرجة الرّومانسيّة ،،،
و خدمة العملاء يجتمع فيها كل ذلك معاً ،
فريق الإدارة كان متناغماً ،و محفّذاً بتواصله ، د.م/محمد سيد مكادى ،إدراك إداري عالي ،المهندس /عرفة ،مستر سامح ، أ/ نرمين ،م / مي،أ/مازن ،أ/ عاطف ، فريق ،إدارة ،تواصل ،تخطيط ،تنفيذ ،تحفيذ ،إبداع ،حبّ ، ( نموذج ناجح لتناغم فريق كرة قدم / فيلسوف الأدباء الدكتور ذكى نجيب محمود ،فى مباراة :هذه بعض سماتنا ).
ثاني يوم من التشغيل ،مرور فريق الإدارة المحترم ،إيه الأخبار : تمام يا فندم ،لكن أقترح أن يتم فتح كود المحافظات ،ليخدم العملاء بكل مصر ،أرسل لنا هذا فوراً ،حاضر يا فندم ،فى اليوم الثالث ،تحضر أ / نرمين و تقول : ممكن أبلغ رقم في الصعيد ؟ أفندم ؟؟ حضرتك منطقة سنترالنا فقط ؟ لو سمحت جرّب ؟ حاضر؟! يااه مفاجأة فى ( 2008 ) بنقول لعملائنا الشاشة تحت أمرك من أى مكان و لأى مكان ، إبلاغ جميع محافظات مصر ،،،،
في نفس اللحظة دخل المهندس / محمد سيد مكادى ،و معه مذكرة فنيّة ،من شرحه ،عبارة عن كورس مكثفً ،لشاشة الأعطال ،و فنيّاتها كاملة ،واتصل المهندس / عرفة الحوفى : تمام الشاشة ؟! فارقة مع العملاء و الشغل ، جدّاً يا فندم ،بس عندي مقترح هيسعد العملاء أكتر،لرفع الفلاشة ،نعم يا فندم ،ارسلته لمدير السنترال هيدرسه ،و يكتب توصيته ،و يبعته لحضراتكم تمام ،يا ابنى : الآن هنتظر إميلك لقطاع المبيعات أ / نرمين ،و مستر سامح ،و مديرك ،حاضر حالاً ،ثمّ ( فقط ثلاثة أيام ) ، رغم حجم الموضوع ، تم دراسته و تقنينه ،تنفيذه تعليمات ،و ضوابط ،كلها تخدم العملاء بشكل رائع ،غير نمطى ،يعود بصورة ذهنية إيجابية غير تقليديّة ،على العميل ،و شركتنا ،و بلدنا الحبيبة و تطويرها ،
( مضى على ذلك أكثر من عشرة أعوام ، عاشها معى صديقى المستشار /عبدالظاهر ،كم شجّعنى ،و صبّرنى ، على أحوال غريبة حدثت بعد ذلك ( حين تبدّل فريق كرة قدم / فيلسوف الأدباء الدكتور ذكى نجيب محمود ، إلى مشاهدى سينما فيلم " هانى مايكل محمد حسنى سلامة " . منتشر بالأسواق العربية ) ، جموع متلاصقة ،تشاهد فيلماً واحداً ،لكنّ عقولهم متفرّقة ،وقلوبهم شتّى ،و ضمائرهم دفينة ، .
** و يسترسل قارئى : سعادتي كانها البارحة ،فرحاً بسعادة العملاء ،على مدار خدمتي لهم ) ،و تمر الشهور ،و السّنوَات ، حتى ( 2017 ) ... ( ندب المسكين لدار الطين ) ، https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2017/07/10/440515.html .
تنمّر أسبابه خفيّة ،تحامل ،تكدير ،تعنّت ،انتداب ،نقل ظلم ،وأقاوم ،و أجتهد و لا ألتفت و أصبر ،لكن تتغيّر الظروف ،و نُبْتَلي بمن طعموا خبز الشرّ ، و شربوا خمر الظلم ،أحداث ،ومظالم ،و أكاذيب ،و تدابير ،ولا ألتفت ،نعم ،لم ألتفت حتى حين ضعفت قواي فى دفع الأذى ،وتحمّل الصراع ،ومقاومة الظلم ،وأنا في العمل أقف على قدماي أعمل بجهد و نشاط ،و فجأة ،أغيب عن الحياة بعضاً من الوقت ...... ( علمت بعد شهر من العلاج إنهم أرسلوا مذكّرة ترك عمل بدون إذن ،و طلبوا مجازاتي و توقيع أقصى عقوبة ،تخيّل !! ) ،حين انتبهت وجدت نفسي بالعناية المركزة ،لتجهيزي لدخول غرفة عمليات القسطرة ،و بعد أيام سألني الإستشاري ،طبيبك المعالج لاحظ بعض مقالات بوسائل الإعلام ،لماذا لم تعمل بقطاع الإعلام ؟! ،فقلت لا أعلم ،فتبسّم ،و قال لعلّ الإعلام يعلم ،فلم أعلّق ! لماذا ! و لماذا ! لم أجد تعليقاً !!!
فقال : بالنسبة لك ،قبل علاجك ،يعنيني شيئًا واحداً وهو ،لا تلتقي مرّة أخرى بقاتليك ! احذرهم ؟! أنا بحب كلّ الناس يا دكتور ! ! مين هيكرهنى ؟!! يا ولدى : لقد أوشكوا أن يفعلوها لولا رحمة الله بك !!
أخبرنى بأسمائهم ؟! من هم ؟! إنهم : " أَنَّهُمْ يَطْعَمُونَ خُبْزَ الشَّرِّ ، وَيَشْرَبُونَ خَمْرَ الظُّلْمِ " .
عزيزي هذا مشهد من عشرات المشاهد ( يعرفها جميعهم ) ؟! بماذا تفسّر ذلك ؟!
و رغم كلّ هذا .... و ما آلت إليه الأمور ،فأنا لدى يقين بالعدل الإلهي ،و مؤمن شديد الإيمان بأنَّ كلّ شئ بقدر،و أهم قناعاتي ،أمي حبيبتي ( دائماً تقول لي : أمي ربنا يعافيها و يبارك لي فيها ،و في دعائها ،الذى أحيا به حياتى ،بنور دعاها أعيش ،
تقول : يا إبنى ما تزعلش ، ربّك ما بيسبش ، لو سايبة ، كان ساب الدّم على اللبن ) . بوركتِ يا أمى .
قارئى الحبيب : تلك ورقة من أشجار الظلم حولنا ،لا تيأسوا ،فالعدل أسم الله ،
و أهمس لك : شفقتي على كل مظلوم ،لكن أيضاً على الظالم مع الفارق الشاسع بين الشعورين ،لإيماني أن لكلّ ساعته آتية لا محالة ،فلا تفرّطوا فى طيبتكم ،فانتصار الظالم ،ليس بهزيمتكم فى الدنيا والمال ،والرزق ، بل هو يسعى لقتل قلوبكم ،ونزع الخير،والطيبة ،ليغرس شرّه فيكم ، فاحذروه ،وانتصروا عليه ،بإيمانكم بالله العدل المنتقم الجبّار ،الخالق ،الرازق ،و لا تستسلموا له ،انشروا ظلمه ليحذره الطيّبين .
خمرالظلم بقلم الصحفى حازم مهنى
hazem.mehanny@hotmail.com .
|
|